تقنين في “الرشّ” أيضاً… والحشرات تجتاح المطاعم
غنوة عطية- المتن اونلاين
“عم نخسر زبائننا”، صرخةٌ يطلقها أصحاب المطاعم بسبب غزو نوع من الحشرات مناطقَ عدّة ومنها منطقة برمانا خصوصاً بعد غروب الشمس. فمع بدء فصل الصيف وتوافر الطقس المناسب لنوع معيّن من الحشرات، باتت تصطحب الزبون خلال تناوله العشاء، مما يدفعه للمغادرة. فهل البلدية تتابع عملية الرشّ ككل سنة؟ وما هو الحل حيال القضاء على هذه الحشرات؟
في جولةٍ على أصحاب المطاعم، يتبيّن أن نسبة إنتشار الحشرات يختلف بين مطعمٍ وآخر وفق موقعه الجغرافي ومدى إحاطته بالطبيعة الحرجيّة. وفي هذا الإطار، يقول صاحب أحد المطاعم في برمانا أن “هذه الحشرات هي مزعجة فقط ولا تؤذي. ولكن بالرغم من ذلك فإننا نشهد يومياً مغادرة للزبائن بسببها”. ويضيف صاحب مطعم آخر موضحاً “أننا نقوم بعملية الرشّ ولكننا حتى الآن لم نتمكن من القضاء عليها كونها تأتي في وقتٍ محدد”.
البلدية بين الرشّ والترشيد
في هذا السياق، يشير رئيس بلدية برمانا بيار الأشقر لـ”المتن أونلاين” إلى أن البلدية تقوم بعملية الرشّ ولكن علاج هذا النوع من الحشرات صعب ولم نستطع القضاء عليه بعد. فهي تظهر بعد غروب الشمس وبتوقيت محدد خلال ساعة أو ساعة ونصف الساعة ثمّ تختفي”. ويتابع الأشقر موضحاً أنه من “الطبيعي توافر هذه الحشرات كوننا نعيش بالطبيعة ومنطقة برمانا تتميز بمساحاتها الخضراء الشاسعة”. أما بالنسبة الى استمرار عملية الرشّ، فيقول الأشقر “أنها باتت تكلّف عشر مرات أكثر مما كانت تكّلف سابقاً، وبالتالي لم يعد بإمكاننا الرّش أكثر من مرّة واحدة أو مرّتين خلال الأسبوع”.
عملية الرشّ مفيدة… ولكن!
من جهته، يشرح إيلي بعقليني صاحب شركة “B Groove Public Health”، وهي شركة تُعنى بمكافحة الحشرات، “أن الحشرات التي تفتك في المناطق قد تكون حشرات زراعية طائرة تنتشر مع بداية فصل الصيف. كما وأن التعبئة العامة أدّت إلى تكاثر هذه الحشرات كونه تمّ إهمال عمليات الرش في الأماكن العامة والخاصة”.
ويتابع بعقليني مشيراً إلى كيفية التخلص من هذا النوع من الحشرات وهو “إماّ من خلال رشّ مبيدات زراعية، وإمّا من خلال آلة التضبيب الساخن أو ما يُسمى بالـ”thermal fogger” . ولكن يبقى العامل الأهم، وفق بعقليني، “إستهلاك الرشّ بشكلٍ متواصل كون فعاليته تتأثر بعوامل عدّة ومنها عامل الحرارة، وعامل الرطوبة، وعامل الضباب…”.
وبالنسبة الى الكلفة، يؤكد بعقليني أن “المبيد الزراعي يكلف كمعدل 33 دولاراً، فإذا كان يوازي في السابق حوالي 50 ألف ليرة بات اليوم يوازي أكثر من 500 ألف ليرة للمبيد الواحد. وبالتالي مع إرتفاع أسعار عملية الرشّ، وتدهور القدرة الشرائية لدى المواطن وإنخفاض أرباح معظم المؤسسات، إنخفض الطلب على الرشّ مما أدى إلى تكاثر مختلف أنواع الحشرات”.
هي أزمة جديدة تواجه البلديّات وتنعكس على المطاعم، في بلدٍ كثرت فيه الأزمات وندرت الحلول.