اخترنا لكم

هذه الليلة… نُريد أعجوبة!

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

سينظر اللبنانيون هذه الليلة إلى السماء علّ نجمة ما تأتيهم بخبر يعيد الحياة والامل إلى النفوس… سينظرون إلى ظلمة السماء الدامسة، علّ بشرى تأتيهم وتخمد تلك النار المتقدة في نفوسهم… فأبشع أشكال الظلم بطشت في هذه الأرض وأهلها، حتى فقدوا الكثير الكثير، ونعني به الماديّ والمعنوي والنفسي.

الهدايا ستغيب عن غالبية المنازل، والفرح لن يزور كثيرين، فالعيد يحلّ هذا العام، على وطن مزّقه حكامه وهم يتناحرون على المناصب والمصالح، وشلّعه مسؤولوه وهم يتنطحون بالأوهام التي زرعوها في عقول البعض… العيد يحلّ هذا العام، تحت وطأة أزمة لم يشهدها لبنان في تاريخه الحديث، جعلت البرادات خاوية والجيوب فارغة، والمستقبل في مهب الريح…

سنحتفل الليلة بولادة السيد المسيح في جوّ هادئ، قد يشبه كثيرا تلك الليلة المقدّسة… سنحتفل رغم كلّ الظروف، وسنعيّد “غصبا عنهم”، فدعونا لا نفكر بسعر الدولار ولا بالفواتير، دعونا نبعد اليأس عن نفوسنا لليلة واحدة، ومعه الأفكار السوداوية والغضب العابق في القلوب، ولنشكر الله على صحتنا وصحة من نحبّ، ولنفرح لان العائلة مجتمعة، ولنتنعّم بكلّ ما بقي لنا… فلنتصل بمن نحبّ، قد تكون هذه هي الهدية الأغلى على قلبه، فلنفرح ولنسرد النكات ونضحك… ولنصلّ، فلنصلّ لطفل المغارة أن ينير ضمائر حكام هذه البلاد الذين تركوا شعبهم يتخبط في جهنّم، ولنصلّ أن يتغيّر مصيرنا، أن تطيح الانتخابات النيابية بكلّ من تلاعبوا بمصيرنا وعاثوا فسادا واستبدادا، فلنصلّ أن يأتينا مسؤولون هم بالفعل مسؤولين لا تهمهم إلا مصلحة بلادهم وشعبهم، وأن يكون له رئيسٌ يصل الليل بالنهار، ويدعو لاجتماعات متتالية لإنقاذ شعبه، فلنصلّ ان يكون لنا رئيس حكومة ورئيس للمجلس لا يهابون إلا الله، الحق يحكم عملهم ولا يرضخون لشيء.

فلنصلّ أن يكون لنا في السنة الجديدة، وزراء يحققون أحلامنا البسيطة، أي الكهرباء والأمن والعدالة وتطبيق القوانين من دون تمييز… فلنصلّ أن يكون لنا بلد حقيقي، وحكام طبيعيون، الأمر يحتاج أعجوبة صحيح… فاسمع يا طفل المغارة!

شارك الخبر:

مواضيع متعلقة: